في عالم التكنولوجيا، حيث تتحكم العقول اللامعة والاستثمارات الضخمة في مسار الابتكار، نشهد اليوم فصلًا جديدًا من الصراع بين إيلون ماسك وسام ألتمان. ماسك، الذي كان من مؤسسي OpenAI، قدم عرضًا ضخمًا للاستحواذ على الشركة، ولكن رد ألتمان لم يكن متوقعًا! فبدلًا من التفاوض، رد عليه بسخرية لاذعة، مقترحًا شراء تويتر بسعر رمزي مقارنةً بعرض ماسك. فهل هذا مجرد رد فكاهي أم أن هناك أبعادًا أعمق لهذا الصراع المحتدم بين قطبي الذكاء الاصطناعي؟ تابع معنا التفاصيل.
إيلون ماسك وعرضه الملياري لشراء OpenAI
إيلون ماسك، الملياردير صاحب المشاريع الطموحة مثل تسلا وسبيس إكس، فاجأ الجميع عندما قدم عرضًا بقيمة 97.4 مليار دولار للاستحواذ على OpenAI. هذه الخطوة تأتي في ظل تصاعد المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع تزايد نفوذ OpenAI بعد إطلاق نماذج متطورة مثل GPT-4.5 وGPT-5.
لماذا يريد ماسك شراء OpenAI؟
- رغبة في السيطرة على الذكاء الاصطناعي: يرى ماسك أن مستقبل التكنولوجيا مرتبط بالذكاء الاصطناعي، وهو يريد أن يكون في موقع القوة داخل هذا المجال.
- الخلافات السابقة مع ألتمان: العلاقة بين ماسك وOpenAI متوترة منذ سنوات، بعد أن غادر ماسك المشروع بسبب رفض طلبه بأن يصبح المدير التنفيذي.
- رغبة في توجيه OpenAI نحو أهداف أكثر "أمانًا": ماسك من أشد المنتقدين للذكاء الاصطناعي المفتوح، ويؤمن بضرورة تنظيمه بدقة.
رد سام ألتمان المفاجئ: "لأ، شكرًا!"
بعد عرض ماسك، لم يستغرق سام ألتمان وقتًا طويلًا للرد. لكنه لم يكن ردًا تقليديًا، بل كان سخرية واضحة، حيث كتب على تويتر:
"لأ شكرا، بس احنا نقدر نعرض اننا نشتري 'تويتر' بـ 9.74 مليار دولار.. ده لو أنت عايز يعني"
لماذا استخدم ألتمان هذا الأسلوب؟
- إظهار قوة OpenAI: رد ألتمان يوحي بأن OpenAI في موقف قوي، وأنه غير مهتم ببيع الشركة.
- تذكير ماسك بخسارته مع تويتر: بعد استحواذ ماسك على تويتر مقابل 44 مليار دولار، واجه العديد من المشاكل، مما جعل فكرة بيعها بسعر أقل تبدو وكأنها ضربة ساخرة.
- إثبات أن OpenAI أكثر قيمة من تويتر: مقارنة سعر العرضين تعكس مدى التأثير الكبير لـ OpenAI مقارنة بتويتر في السوق الحالي.
الصراع التاريخي بين ماسك وألتمان
كيف بدأ الخلاف؟
في 2017، كان ماسك أحد المستثمرين الرئيسيين في OpenAI، لكنه أراد أن يتولى منصب المدير التنفيذي. رفض سام ألتمان هذا الطلب، مما دفع ماسك إلى مغادرة المشروع ووقف تمويله. منذ ذلك الحين، بدأ ماسك في انتقاد OpenAI، مدعيًا أنها انحرفت عن هدفها الأصلي كمؤسسة غير ربحية.
القضية القانونية بين ماسك وOpenAI
في أوائل 2024، رفع ماسك دعوى قضائية ضد OpenAI، متهمًا الشركة بأنها تحولت إلى كيان ربحي يسعى للربح على حساب المبادئ التي تأسست عليها. ألتمان رد على هذه الادعاءات، مؤكدًا أن OpenAI لا تزال تسعى لتحقيق تقدم في الذكاء الاصطناعي بما يخدم الإنسانية.
مشروع "ستارغيت": شرارة جديدة في الصراع!
في ظل هذا التوتر، أعلنت الحكومة الأمريكية عن مشروع "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار، والذي يهدف إلى بناء بنية تحتية متطورة للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة.
أين يقف كل طرف في هذا المشروع؟
- ✅ OpenAI وسام ألتمان: شركاء رئيسيون في المشروع، إلى جانب أوراكل وسوفت بنك.
- ❌ إيلون ماسك وxAI: تم استبعادهم من المشروع تمامًا، مما زاد من غضب ماسك.
ماسك لم يستطع إخفاء استيائه، فصرّح بأن المشروع "مبالغ فيه وملوش لازمة"، ليأتيه رد من دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، قائلًا:
"مقدّر إن ماسك متضايق من واحد في المشروع" 🤣🤣
هل يمكن أن نشهد استحواذًا حقيقيًا؟
بالنظر إلى رد ألتمان الساخر، يبدو أن OpenAI لا تنوي البيع، لكن ذلك لا يعني أن ماسك سيتوقف عن محاولاته. قد نرى تصعيدًا جديدًا، سواء عبر عروض مالية أكبر أو تحركات قانونية جديدة من طرف ماسك.
ما السيناريوهات المحتملة؟
- رفض تام من OpenAI: وتستمر المنافسة بين OpenAI وxAI.
- تصعيد قانوني جديد من ماسك: لمحاولة الضغط على OpenAI ماليًا أو قانونيًا.
- تحالفات استراتيجية: يمكن أن يتحالف ماسك مع شركات أخرى لمنافسة OpenAI بشكل أكثر فاعلية.
الخلاصة
ما يحدث بين ماسك وألتمان ليس مجرد منافسة تجارية، بل صراع بين رؤيتين لمستقبل الذكاء الاصطناعي. ماسك يريد التحكم والتوجيه، بينما ألتمان يسعى للانفتاح والابتكار. الصراع مستمر، ولكن من سيكون الرابح في النهاية؟
🔹 ما رأيك في هذا الصراع؟ هل تعتقد أن ماسك سيتراجع، أم أنه سيحاول مجددًا؟ شارك رأيك في التعليقات!