في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد ChatGPT مجرد أداة مساعدة، بل أصبح شريكًا في اتخاذ القرار لدى كثير من المستخدمين حول العالم. البعض يستشيره في المشكلات التقنية، وآخرون يطلبون نصائح عاطفية أو حتى استشارات طبية! لكن... هل توقفت لحظة لتسأل: هل ما أقوله لـChatGPT آمن؟ هل يمكن أن تُستخدم هذه المعلومات ضدي لاحقًا؟ الحقيقة قد تكون صادمة.
ما قاله مؤسس OpenAI: "لا توجد حماية قانونية لمحادثاتك"
في مقابلة صريحة، حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، من الانخداع بالشعور الزائف بالأمان أثناء استخدام ChatGPT. أوضح أن المحادثات ليست محمية قانونيًا، وحتى إن قمت بحذفها، فقد تظل محفوظة على خوادم الشركة لأسباب قانونية، خاصة في حال وجود نزاع قضائي مثل القائم حاليًا مع صحيفة "نيويورك تايمز".
القصة الكاملة وراء النزاع القضائي
في أواخر عام 2023، رفعت صحيفة "نيويورك تايمز" دعوى ضد OpenAI ومايكروسوفت، متهمة الشركتين باستخدام مقالات الصحيفة دون إذن لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. المحكمة أمرت OpenAI بالاحتفاظ بجميع سجلات المحادثات، بما في ذلك تلك التي حذفها المستخدمون. تخيّل أن تكون محادثتك المحذوفة جزءًا من ملف قضائي!
هل يمكن أن يظهر محتواك لمستخدمين آخرين؟
ما يثير القلق أكثر، هو أن محتوى المحادثات يمكن استخدامه لتدريب النموذج. هذا يعني أنه قد يُعاد توليده لمستخدمين آخرين بشكل أو بآخر. فكر في ذلك للحظة: هل كتبت يومًا شيئًا خاصًا، حساسًا، أو محرجًا في ChatGPT؟ هل تظن أن مجرد استخدام وضع "المحادثة المؤقتة" كافٍ لحمايتك؟ للأسف، لا.
سيناريو واقعي: محادثة قد تعود لتطاردك
تخيل أنك في لحظة ضعف شاركت قصة شخصية أو استشارة نفسية عبر ChatGPT. بعد أشهر، يُطلب من OpenAI تقديم أرشيف المحادثات ضمن دعوى قضائية ضدها. هذه المحادثة، رغم حذفها، قد تُعرض في ملف المحكمة. والأسوأ؟ قد يُعاد استخدامها في نماذج جديدة ترد على أشخاص غرباء بمحتوى شبيه دون علمك!
ChatGPT لا يحمي إلا المؤسسات.. ماذا عن المستخدمين العاديين؟
سام ألتمان أوضح أن استثناءين فقط يضمنان الخصوصية التامة وهما:
- ChatGPT Enterprise
- ChatGPT Edu
بينما جميع المستخدمين الآخرين – بما فيهم المشتركين في Plus وPro – لا يحظون بأي ضمانات حقيقية للخصوصية. هذا يطرح سؤالًا مقلقًا: هل نحن أمام نظام طبقي رقمي، يحمي النخبة ويُعرّض الآخرين للخطر؟
مقارنة بين خطط ChatGPT من حيث الخصوصية
الخطة | ضمان الخصوصية | استخدام المحادثات للتدريب | ملائمة للاستخدام الآمن |
---|---|---|---|
ChatGPT Free | ❌ لا توجد حماية | ✅ تُستخدم افتراضيًا | ❌ غير موصى به للمحادثات الحساسة |
ChatGPT Plus | ❌ لا توجد حماية | ✅ تُستخدم افتراضيًا | ❌ غير آمن تمامًا |
ChatGPT Pro | ❌ لا توجد حماية | ✅ تُستخدم افتراضيًا | ❌ غير موصى به لحماية الخصوصية |
ChatGPT Enterprise | ✅ بيانات محمية | ❌ لا تُستخدم للتدريب | ✅ آمن للمؤسسات |
ChatGPT Edu | ✅ بيانات محمية | ❌ لا تُستخدم للتدريب | ✅ آمن للجامعات |
كيف تحمي نفسك أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي؟
إذا كنت مصرًا على استخدام ChatGPT، فإليك بعض النصائح الأساسية لتقليل المخاطر:
- لا تشارك أبدًا معلومات شخصية حساسة.
- تجنب الحديث عن المشكلات العائلية أو النفسية بالتفصيل.
- لا تستخدم الأداة لاتخاذ قرارات قانونية أو طبية نهائية.
- افصل هويتك عن المحادثات قدر الإمكان.
- راقب التحديثات المتعلقة بسياسات الخصوصية.
أدوات بديلة تحترم خصوصيتك
إذا كنت تبحث عن بدائل أكثر أمانًا، فبعض الشركات بدأت تقدم نماذج ذكاء اصطناعي بخصوصية أفضل، مثل:
- Lumo من Proton: يعتمد على تشفير عالي ويمنع استخدام البيانات في التدريب.
- Claude من Anthropic: يتبنى سياسة خصوصية أكثر وضوحًا للمستخدمين الفرديين.
الخلاصة: توقف، فكر، ثم اكتب
في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي، ما تكتبه اليوم قد يُعاد استخدامه غدًا. لا تفترض الأمان لأنك "مجرد مستخدم". خصوصيتك ليست محمية كما تظن. إلى أن يتم سنّ قوانين واضحة تحمي بيانات المستخدمين وتُعاملها كالسجلات الطبية، فكر مرتين قبل أن تكتب شيئًا لا تود أن يراه أحد لاحقًا.
هل كنت تشارك ChatGPT بمعلومات حساسة؟ هل ترى أن هذه المخاطر ستغير طريقة استخدامك له؟ شاركنا رأيك في التعليقات!