التجسس على المكالمات عبر اهتزازات الهاتف: اختراق جديد يثير القلق

في تطور بحثي مثير للجدل، أثبت فريق من جامعة ولاية بنسلفانيا (بن ستايت) إمكانية التجسس على المكالمات عبر اهتزازات الهاتف باستخدام رادارات الموجات المليمترية وخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة لتحويل الاهتزازات الدقيقة إلى نص قابل للقراءة. ما يضاعف القلق أن التنفيذ يمكن أن يتم عن بُعد حتى مسافة تقارب 3 أمتار، ودون أي تفاعل مع الجهاز المستهدف. هذا يفتح بابًا واسعًا لأسئلة حول مستقبل خصوصية الاتصالات وأمن الأجهزة المحمولة. 

التجسس على المكالمات عبر اهتزازات الهاتف: اختراق جديد يثير القلق

الفكرة ببساطة: كيف تتحول الاهتزازات إلى كلمات؟

أي جسم يتعرض للصوت يهتز بدرجة طفيفة. أثناء المكالمة، يُنتج صوت الطرف الآخر اهتزازات دقيقة في إطار الهاتف وسماعته. يقوم مهاجم محتمل بـ:

  • توجيه رادار موجات مليمترية نحو الهاتف لرصد الاهتزازات الدقيقة.
  • التقاط الانعكاسات وتحويلها إلى سلسلة زمنية تمثل نمط الاهتزاز.
  • تمرير السلسلة الزمنية إلى نموذج ذكاء اصطناعي مهيأ للتعرّف على الكلام من بيانات الاهتزاز.

بهذه السلسلة، تتحول الإشارة الميكانيكية غير المفهومة إلى كلمات وجُمل يمكن قراءتها.

لماذا يُعدّ هذا التهديد مختلفًا وخطيرًا؟

  • لا حاجة لاختراق الشبكة: التجسس يتم فيزيائيًا على الجهاز، بعيدًا عن مزود الخدمة أو الإنترنت.
  • مسافة تنفيذ عملية: مدى يقارب 3 أمتار يكفي للبيئات المكتبية والقاعات وقاعات الانتظار.
  • صعوبة الاكتشاف: لا تظهر مؤشرات على الهاتف أو الشبكة تُنذر الضحية.
  • قابلية التطوير: تحسينات النماذج اللغوية والرادارات ستزيد الدقة مع الوقت.

ماذا تقول الأبحاث الحديثة؟

أظهر باحثو بن ستايت أن رادارًا تجاريًا بالموجات المليمترية قادر على التقاط اهتزازات الهاتف أثناء المكالمة، ثم استخدام نموذج تعرّف كلام مدمج بالذكاء الاصطناعي لتحويلها إلى نص. تتقاطع هذه النتائج مع أعمال بحثية سابقة حول التقاط الصوت من اهتزازات الأجسام، بما في ذلك استخدام الليزر لالتقاط اهتزاز زجاج النوافذ.

نتائج رئيسية من الأدبيات

  • برهنة التقاط المحادثات عن بُعد عبر اهتزازات الهاتف باستخدام رادار mmWave وتفريغها نصيًا بواسطة نماذج كبيرة للتعرف على الكلام.
  • سابقًا، أثبتت دراسات إمكانية استخراج الصوت من اهتزاز الأجسام باستخدام الفيديو عالي السرعة أو الليزر (مبدأ “المايكروفون الليزري”).
  • نماذج براهين متقدمة مثل mmWave-Whisper وmmSpy وmmEve دعمت فكرة تحويل اهتزازات الأذن/الهاتف إلى محتوى منطوق قابل للفهم.

سيناريوهات هجوم محتملة

  1. مكتب مفتوح: وجود المهاجم على مسافة قصيرة مع خط رؤية للهاتف.
  2. أماكن عامة: مقاهي/صالات انتظار حيث توضع الهواتف على الطاولة أثناء المكالمة.
  3. غرف اجتماعات: هاتف موضوع على سطح صلب قريب من المهاجم.

كيف تحمي نفسك؟ إجراءات عملية وسريعة

أثناء المكالمة

  • تجنّب وضع الهاتف مكشوفًا على سطح صلب بالقرب من أطراف خارجية.
  • استخدم سماعة سلكية أو بلوتوث وخفّض مستوى الصوت؛ تقليل الطاقة الصوتية يحدّ الاهتزاز.
  • أبعد الهاتف بضعة سنتيمترات عن السطح أو ضعه على مادة لينة تمتص الاهتزاز (غطاء سيليكون سميك).

في البيئات الحساسة

  • أجّل المكالمات الحساسة إلى أماكن خاصة وخالية من أطراف أخرى ضمن مسافة قريبة.
  • فكّر في وضع الهاتف داخل حقيبة/جيب أثناء الحديث في مواضيع سرّية.
  • تطبيق سياسات مكان العمل: مناطق “خالية من الهواتف” لاجتماعات عالية الحساسية.

اختيارات الأجهزة والملحقات

  • أغطية سميكة ذات مواد ممتصّة للاهتزاز.
  • واقي شاشة وهيكل يقللان من انتقال الذبذبات (مركبات بوليمرية مرنة).

أسئلة سريعة وإجابات مختصرة (AEO)

هل يمكن التجسس بدون لمس الهاتف؟

نعم. الاعتماد على رادارات mmWave يعني عدم الحاجة لأي وصول مادي للجهاز، بل يكفي خط رؤية ومسافة قريبة.

هل يعمل الهجوم مع أي هاتف؟

الأسلوب يرتبط بفيزياء الاهتزازات وسلوك السماعة والهيكل، لذا يمكن استهداف طيف واسع من الأجهزة، مع اختلافات في الدقة حسب التصميم والمواد.

ما الدروس الأهم للمستخدم العادي؟

  • لا تُجرِ مكالمات حساسة في أماكن عامة إن أمكن.
  • استخدم ملحقات تقلل الاهتزاز وضع الهاتف بعيدًا عن الأسطح الصلبة المكشوفة.

سياق تاريخي: من الليزر إلى الرادارات المليمترية

تقنيات “المايكروفون الليزري” معروفة منذ عقود لالتقاط الاهتزاز من زجاج النوافذ. اليوم، تطورت الأساليب لتستخدم رادارات mmWave ومعالجة إشارة مع نماذج لغوية كبيرة، ما يجعل التحويل إلى نص أسرع وأكثر دقة وأقل تكلفة.

الخلاصة

يمثل التجسس عبر اهتزازات الهاتف جيلًا جديدًا من تهديدات الخصوصية يمزج بين الفيزياء والذكاء الاصطناعي. ورغم أن التنفيذ ما يزال ضمن نطاق بحثي/عملي محدود، إلا أن الوعي واتخاذ خطوات بسيطة أثناء المكالمات يمكن أن يقلل الخطر بشكل ملحوظ. هل ترى أن سياسات العمل لديك تتعامل مع هذا النوع من التهديدات؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

مصادر موثوقة للاطلاع

علي ماهر
علي ماهر
خبرة 11 عامًا في كتابة المقالات في مجالات متنوعة مثل التقنية، السيارات، الساتلايت. يمكن متابعة مقالاتي والتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيسبوك - X (تويتر سابقًا) - لينكدإن
تعليقات