هل تقضي القيادة الذاتية على صناعة السيارات بدل ما تطورها؟

القيادة الذاتية تعتبر من أهم التقنيات اللي بيتم تطويرها بقوة في مجال السيارات، خصوصًا العربيات الكهربائية. بس الغريب إن الميزة دي اللي المفروض تبقى إنجاز ضخم لصناعة السيارات، ممكن تتحول لأكبر عدو للشركات اللي بتطورها. إزاي؟ خليني أحكيلك الفكرة ببساطة.

ليه الأسر بتشتري أكتر من عربية؟

عادةً الأسرة بتحتاج عربيتين أو أكتر علشان الزوج يروح شغله، والزوجة يكون عندها حرية تتحرك مع الأولاد للمدارس والتدريبات والدروس أو حتى للشراء والخروجات. وبالتالي في معظم البيوت وجود عربية واحدة مش كافي.

تخيل وجود عربية ذاتية القيادة في البيت

لو الأسرة عندها عربية واحدة ذاتية القيادة، السيناريو كله بيتغير:

  • الزوج يروح الشغل وينزل قدام المكتب ويقول للعربية ترجع البيت.
  • العربية ترجع تاخد الزوجة والأولاد وتوديهم على التدريبات أو مشاويرهم.
  • بعدين العربية ترجع للبيت أو تكمل باقي المشاوير.
  • في نهاية اليوم تروح تجيب الزوج من الشغل.

كأنك جبت سواق خاص بدون ما تدفع مرتب، ومعاها مش هتحتاج غير عربية واحدة.

تقليل الطلب على شراء السيارات

وده معناه إن العائلات اللي كانت بتشتري عربيتين أو أكتر ممكن تكتفي بواحدة بس. ومع الانتشار التدريجي للخدمة، الطلب على السيارات الجديدة هينخفض.

النقل كخدمة بدل الملكية

الموضوع مش هيقف عند كده، لأن الشركات نفسها ممكن تغير نموذج الربح. بدل ما يبيعوا عربيات، ممكن يشغلوا أساطيل سيارات ذاتية القيادة ويأجروها كخدمة تنقل ذكية. يعني تفتح تطبيق على الموبايل وتطلب عربية توصلك، من غير ما تحتاج تمتلك عربية أصلاً.

مكاسب الشركات هتتغير مكانها

بالتالي المكسب مش هيبقى في عدد العربيات المباعة، لكن في إدارة وتشغيل شبكات النقل الذاتي. وهنا ممكن نشوف تحول كبير في سوق السيارات أشبه باللي حصل مع الإنترنت لما غير شكل الإعلام كله.

ليه مصر والدول المشابهة بعيدة عن المشهد؟

رغم كل ده، صعب جدًا نتخيل عربية ذاتية القيادة تمشي في شوارع زي مصر حاليًا. البيئة مش مهيأة:

  • شوارع غير منظمة.
  • قواعد مرور مش مطبقة بشكل صارم.
  • وجود عشوائية كبيرة زي سيارات كارو أو موتوسيكلات ماشية عكس.
  • مايكروباص يقرر يوقف فجأة في نص الطريق.

التقنية محتاجة بيئة منظمة عشان تشتغل، وده مش متوفر عندنا دلوقتي.

متى يمكن أن تصل القيادة الذاتية لمصر؟

رغم إن العالم بيتجه بسرعة ناحية السيارات ذاتية القيادة، إلا إن وصول التقنية دي لمصر مش هيكون قريب. السبب مش في ضعف التكنولوجيا نفسها، لكن في البنية التحتية اللي محتاجة تطوير ضخم: شوارع منظمة، إشارات مرور ذكية، وقوانين مرور مطبقة بشكل صارم. لحد ما الظروف دي تتوفر، صعب نتوقع إن عربية ذاتية القيادة تشتغل بكفاءة عندنا. ومع ذلك، ممكن نشوف تطبيقات جزئية للتقنية دي في أماكن مغلقة زي المجمعات السكنية الجديدة أو المطارات قبل ما تنتشر على الطرق العامة.

علي ماهر
علي ماهر
خبرة 11 عامًا في كتابة المقالات في مجالات متنوعة مثل التقنية، السيارات، الساتلايت. يمكن متابعة مقالاتي والتواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فيسبوك - X (تويتر سابقًا) - لينكدإن
تعليقات